ج ١٣، ص : ٤٨٦
قوله تعالى :« قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ »..
هو قولة الحق من اللّه سبحانه وتعالى، إلى قرناء السوء، سواء منهم التابعون، والمتبوعون.. إنه لا تخاصم اليوم بين يدى اللّه، فقد توعد اللّه أهل الضلال، وحذرهم عاقبة أمرهم، وإن مع كل إنسان عقلا يدرك به، ونظرا يرى به عواقب الأمور، وليس يغنى فى مقام المساءلة والمحاسبة أن يلقى إنسان بجرمه على غيره « بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ »
(١٤ ـ ١٥ : القيامة)..
قوله تعالى :« ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ »..
أي أنه لا ينقض هذا الحكم الذي قضى اللّه به فى أهل الضلال، ولن تنفع الظالمين معذرتهم، ولا هم يستعتبون..
وقوله تعالى :« وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ».
. هو توكيد ل قوله تعالى :« ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ».
. لأن هذا حكم من أحكم الحاكمين، رب العالمين، الذي يقضى بين عباده بالحقّ..
قوله تعالى :« يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ »..
أي إن هذا القضاء إنما يكون يوم القيامة، يوم يعرض الناس على رب العالمين، يوم يساق المجرمون إلى جهنم.. وإنهم لأعداد كثيرة، يتقحمونها فوجا بعد فوج، وهى فاغرة فاها لتبتلع كل وارد عليها، دون أن تشبع..
وهذا ما يشير إليه قوله تعالى :« أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ » ٦٨ :
(العنكبوت)..