ج ١٣، ص : ٥١
فى أول الطريق إلى اللّه.. فإذا آمن باللّه، آمن برسول اللّه، وجعل ولاءه للّه ولرسوله، وللمؤمنين.
وفى تعدية الفعل (يقبل) بحرف الجر « عن » مع أنه يتعدى بمن، فيقال قبل فلان من فلان كذا، ولم يقبل منه كذا ـ فى هذا إشارة إلى تضمين الفعل معنى الحمل، بمعنى أن اللّه سبحانه هو الذي يحمل التوبة عن عباده التائبين، وإن جاءت توبتهم محملة بالذنوب، مثقلة بالأوزار، فإن التوبة ترفع عن كاهلهم ما أثقلهم من ذنوب قد حملها اللّه عنهم.
وقوله تعالى :« وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ » أي أنه سبحانه إذ يحمل التوبة عن عباده، ويتلقاها بما تحمل من أوزار وسيئات، فإنه سبحانه، يعفو عن تلك السيئات ويتجاوز عنها، ويغفرها لأصحابها.. فهو سبحانه الذي يقبل التوبة، وهو سبحانه الذي يملك العفو عن السيئات.. وهو سبحانه الذي يعلم ما يعمل الناس من خير أو شر..
وفى الآية الكريمة دعوة إلى العصاة والمذنبين أن يلوذوا برحمة اللّه، ومغفرته، وأن يوجهوا وجوههم إليه تائبين من ذنوبهم، نادمين على ما فرط منهم، فاللّه سبحانه وتعالى يلقاهم بالرحمة والمغفرة..
ففى الصحيح، من رواية عبد اللّه بن مسعود، رضى اللّه عنه، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :« للّه تعالى أشدّ فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم، كانت راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع فى ظلها، قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدى وأنا ربك » !! (أخطأ من شدة الفرح).


الصفحة التالية
Icon