ج ١٣، ص : ٥١٠
قوله تعالى :« وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » الأسحار، جمع سحر، وهو آخر الليل..
استغفارهم فى آخر الليل، الذي قطعوه تسبيحا وذكرا، وترتيلا وصلاة ـ إشارة إلى أنهم يرون أن ما قاموا به من تسبيح وذكر، وصلاة، وترتيل ـ لم يستوف ما للّه من حق عليهم، فى عبادته وتسبيحه، فهم لهذا يستغفرون ربهم، ليتجاوز عن تقصيرهم فى حقه..
قوله تعالى :« وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ » أي ومن أعمال هؤلاء المؤمنين المصدقين باللّه ورسوله، واليوم الآخر ـ أنهم يشاركون الناس فيما فى أيديهم من مال، ويرون أن فى هذا المال الذي أعطاهم اللّه، حقّا لكل محتاج، من سائل، يطلب، أو محروم يتعفف عن السؤال..
قوله تعالى :« وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ » مناسبة هذه الآية لما قبلها، أنها تنعى على هؤلاء الضالين المكذبين، كفرهم وضلالهم الذي فوّت عليهم هذا النعيم الذي أعده اللّه للمؤمنين، وأنهم إذا كانوا قد استكبروا على أن ينقادوا لرسول اللّه، وأن يستجيبوا لما يدعوهم إليه من هدى ـ أفلا كانت لهم عيون تنظر فى هذا الوجود، وتطالع ما فيه من آيات تشهد بما للّه سبحانه وتعالى من قدرة وسلطان، وعلم وحكمة ؟


الصفحة التالية
Icon