ج ١٣، ص : ٥١٨
قوله تعالى :« فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ».
الصّرّة : الصيحة، من دهش، أو فزع..
وصكّ الوجه : لطمه تلقائيّا، عند ورود أمر عجيب، غير متوقع..
والمعنى، أن امرأة إبراهيم، حين سمعت بهذا الخبر من ضيقه، وبأنهم يحملون إليه البشرى بولد ـ أخذتها حال من الدّهش والعجب، فأقبلت إليهم، فى ولولة وصياح وانزعاج، وقد ضربت بيديها على وجهها، ثم قالت :
« عجوز عقيم » !! فكيف يكون هذا ؟ وكيف تلد العجوز ؟ ثم كيف تلد من اجتمع مع شيخوختها العقم ؟ إنه هذا لشىء عجيب!!.
قوله تعالى :« قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ »..
أي أن هذا الذي نقوله ليس من عندنا، وإنما هو ما قاله الحق جلّ وعلا..
وهو « الحكيم » الذي يدبر الأمور بحكمته، فيقع الأمر حيث أراد، ومتى أراد.. كما أراد.
وهو « العليم »، الذي يضبط الأمور بعلمه، وبزنها ويقدّرها بحكمته..
وهذا الموقف الذي كان بين إبراهيم، وضيفه، وامرأته، لم تذكر الآيات الكريمة هنا منه، إلّا الأحداث البارزة فيه، وقد ذكر هذا