ج ١٣، ص : ٦٣
التفسير :
قوله تعالى :« فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا، وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى، لِلَّذِينَ آمَنُوا، وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ».
فى الآية الكريمة تهوين من شأن الدنيا، واستخفاف بمتاعها، إلى جانب ما فى الحياة الآخرة من جزاء كريم، ونعيم خالد لا يفنى.
فقوله تعالى :« فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا » ـ هو حكم على هذه الحياة الدنيا، بأن كل ما يناله الإنسان منها من مال أو جاه أو سلطان ـ هو متاع، أي زاد لا يلبث أن ينفد، أو ثوب لا بد أن يبلى..
فكل ما فى الحياة الدنيا إلى نفاد، وزوال.. وإن كثر وعظم..
وقوله تعالى :« وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى » أي والذي يبقى ولا ينفد، هو ما تقبّله اللّه من أعمال صالحة، حيث يكون ثوابها عند اللّه نعيما لا يفنى، ورزقا لا ينفد..
وقوله تعالى :« الَّذِينَ آمَنُوا، وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ » ـ أي أن هذا الذي عند اللّه من جزاء حسن، هو للذين آمنوا، وتوكلوا على ربهم، وأسلموا أمرهم له.. وهو كأنه جواب عن سؤال تقديره : لمن هذا الذي عند اللّه فكان الجواب : للذين آمنوا، وعلى ربهم يتوكلون.


الصفحة التالية
Icon