ج ١٣، ص : ٨١
التفسير :
قوله تعالى :« وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ».
مناسبة هذه الآية لما قبلها، هى أن الآيات السابقة، عرضت قضية الظلم، وما يقع من بغى الناس بعضهم على بعض، وتوعدت الظالمين الباغين بالعذاب الأليم.. وهنا فى هذه الآية، إشارة إلى أن المصدر الأول للظلم والبغي، إنما يأتى من جهة الكفر باللّه، والضلال عن سبيله، وأن الكافرين الظالمين هم الذين لا يجدون للّه وقارا، ولا يخشون له بأسا، فهم لذلك يطلقون العنان لقوى الشر الكامنة فيهم، فيعتدون على حرمات اللّه، وعلى عباد اللّه، فى غير تحرج أو تأثم..
فهؤلاء الظالمون المعتدون، هم ممن أضلهم اللّه.. « وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ » أي ليس له نصير ينصره من بعد ضلاله وخذلان اللّه له..
وقوله تعالى :« وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ » هو عرض للظالمين فى موقف الحساب والجزاء، وأنهم فى هذا الموقف