ج ١٤، ص : ١٠٠٢
التفسير :
قوله تعالى :« يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً ».
الخطاب هنا للنبىّ ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ والمراد به المسلمون جميعا..
فالمسلمون مخاطبون من اللّه سبحانه وتعالى فى شخص النبىّ، الذي يتلقّى خطاب اللّه عنهم، لأنه إمامهم وهاديهم، وحامل الدعوة من اللّه إليهم..
وقد خوطب النبىّ ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ من ربّه، ب قوله تعالى :« يا أَيُّهَا النَّبِيُّ ».
وبقوله سبحانه :« يا أيها الرسول » ولم يخاطب باسمه، تكريما له من ربّه، بهذه الملاطفة التي تشير إلى المحبة والقرب من ربّه، الذي يخلع عليه ما يخلع من أوصاف التكريم، ويناديه بها، حتى لكأنها علم عليه وحده.
وقوله تعالى :« إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ » أي إذا لزم الأمر، ولم يكن بدّ من وقوع الفرقة منكم، بين الرجل والمرأة.
وقوله تعالى :« فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ » أي فليكن الطلاق فى مواجهة الحساب لعدتهن.. أي ليكن هذا الطلاق منظورا فيه العدة.. وذلك بتخيّر الوقت المناسب للطلاق..
فاللام فى قوله تعالى « لعدتهن » للتوقيت، أي لوقت استقبال العدة، مثل قولك : انتهيت من هذا الأمر ليلة بقيت من المحرم، أي مستقبلا لهذه الليلة..