ج ١٤، ص : ١٠٢٠
ولو أنّى حبيت الخلد وحدي لما أحببت فى الخلد انفرادا
قوله تعالى :« اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً »..
هو عرض لقدرة اللّه، وبسطة سلطانه، على هذا الوجود، وأنه سبحانه خلق سبع سموات، وخلق من الأرض سبع أرضين..
وليست المثلية التي بين السموات، والأرض مثليّة فى القدر، والحجم، وإنما هى مثلية فى التنوع والاختلاف، فكما أن لكل سماء نظاما، مختلفا عن الأخريات، كمّا وكيفا، كذلك لكل إقليم من أقاليم الأرض، أو كل طبقة من طبقاتها، نظام، يختلف عما سواه، قدرا، وكيفا..
ومن النظر فى خلق السموات والأرض، يتبين ما للّه سبحانه وتعالى من قدرة، وماله سبحانه، من علم قائم على هذه العوالم، يضبطها، ويدبّر أمرها..
ومن علم هذا، علم أنه ـ كإنسان مخلوق للّه ـ لا يخرج عن سلطان اللّه، ولا يغيب عن علم اللّه شىء مما عمل، وأنه محاسب على ما يعمل من خير أو شر، فليتق اللّه، وليعمل صالحا، حتى لا يقع تحت غضب اللّه، وينزل منازل الهلكى، من الضالين المكذبين بآيات اللّه، ورسل اللّه..