ج ١٤، ص : ١٠٢٥
وقوله تعالى :« وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ » ـ إشارة إلى لطف اللّه سبحانه، ورعايته لمواليه، فالخلق كلهم عبيد اللّه، واللّه سبحانه سيدهم، ومولاهم..
فى هذا إشارة إلى ـ مارية ـ التي كانت مولاة وملك يمين لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولم تكن زوجا له بعد.. وأن مارية، وغيرها من نساء النبي على سواء عند اللّه، لأنهن جميعا من موالى اللّه سبحانه وتعالى.. فلم ينظرن إلى « مارية » هذه النظرة التي يرينها فيها أبعد من أن تأخذ مكانها معهن فى بيت رسول اللّه ؟
وقوله تعالى :«وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ » أي أن اللّه سبحانه ـ وهو مولاكم ـ هو العليم بكن وبمن هو أولى عنده بالفضل والإحسان.. « فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى » (٣٢ : النجم).. وهو سبحانه الحكيم فى تقديره وتدبيره، وفى وضع كل مخلوق بموضعه المناسب له.
قوله تعالى :« وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ » تعرض هذه الآية الحديث الذي أسرّه النبي إلى بعض أزواجه، وهو ـ كما أشرنا من قبل ـ الحديث الذي أسرّ به النبىّ إلى « حفصة » وطلب إليها ألا تخبر أحدا من نسائه، وأنه التقى « بمارية » فى حجرتها..
وقوله تعالى :« فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ » أي أخبرت به غيرها، وأعلنته بعد أن كان مستورا، وأظهرته بعد أن كان خافيا..


الصفحة التالية
Icon