ج ١٤، ص : ١٠٢٨
كل موقف من مواقفه.. فجبريل والصالح من المؤمنين، والملائكة، هم جميعا جند اللّه.. وإذا كان اللّه سبحانه هو مولى لرسول اللّه، فإن هؤلاء الجند هم فى نصرة من يتولاه اللّه..
وفى إفراد صالح المؤمنين، إشارة إلى أن الذي يكون فى هذا الركب الكريم الذي ينتظم الملائكة، لا بد أن يكون على درجة عالية من الإيمان، يكاد يرتفع بها إلى عالم الملائكة.. وهذا نفرر قليل من المؤمنين، يعدّون فردا فردا..
وقوله تعالى :« وَجِبْرِيلُ » مبتدأ، وقوله تعالى :« وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ » معطوف عليه..
وقوله تعالى :« بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ » ـ خبر للمبتدأ.. أي أن هؤلاء جميعا، هم بعد أن يدخل النبىّ فى ولاية اللّه سبحانه وتعالى له، يكونون سندا وعونا للنبىّ..
قوله تعالى :« عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً »..
هو تهديد لأزواج النبىّ ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ إن لم يستقم أمرهن معه، وقد دعاهن اللّه سبحانه إلى التوبة، ثم تهددهن إن هن تظاهرن على النبىّ أن اللّه سبحانه هو مولاه، ولن يتخلى عنه، وقد جعل له من جبريل ومن صالح المؤمنين، ومن الملائكة أعوانا وجندا يسندونه، ويشدون ظهره..