ج ١٤، ص : ٥٧٨
يضارّون به من هذه الرحمة المرسلة إليهم ؟ أيسألهم الرسول على ذلك أجرا يثقل به كاهلهم، ويجوز على ما فى أيديهم من مال أو متاع ؟ إنه لا جواب..
فما سألهم الرسول شيئا من حطام الدنيا، ولا أقام نفسه سلطانا عليهم، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى :« قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ » (٨٦ ـ ٨٧ ص)..
قوله تعالى :« أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ » ؟.
أي أعندهم علم من الغيب، فهم يخرجون منه هذه المقولات التي يقولونها، ويجعلون منها دينا يردّون به دين اللّه الذي يدعوهم الرسول إليه ؟
ولا جواب أيضا..
« أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ؟ كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً » (٧٧ ـ ٨٠ : مريم).
قوله تعالى :« أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً ؟ فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ »..
أي أيريدون بهذا الخلاف على النبي، والتولّى عنه، والتصدي لدعوته ـ أيريدون بهذا كيدا للنبى، وإساءة إليه ؟ إنهم بهذا إنما يكيدون لأنفسهم، ويحرمونها هذا الخير الكثير الممدود إليهم، وإنهم بهذا لهم الخاسرون فى الدنيا والآخرة جميعا..
قوله تعالى :« أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ ؟ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ».