ج ١٤، ص : ٥٨١
لها أكبادهم، حين يرون دين اللّه وقد علت رايته، وعزّ سلطانه..
وفى قوله تعالى :« وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ » ـ إشارة إلى أن أكثر هؤلاء المشركين الظالمين الطاغين، لا يعلمون هذا من أمر دين اللّه، وأنه ذو سلطان غالب، أمّا قليل منهم، فقد كان يعلم هذه الحقيقة، ويتوقع هزيمة الشرك، وخزى المشركين، ولكنه كان يمسك بشركه، أنفة، وحميّة واستعلاء..
قوله تعالى :« وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ »..
بهذه الآية تختم السورة، داعية النبي إلى أن يصبر على عناد قومه، وما يسوقون من كيد له.. فهذا موقف أراده اللّه وقضى به، ليبتلى به ما فى الصدور، وليمحّص ما فى القلوب، وليجزى المؤمنين منه جزاء حسنا..
واللام فى قوله تعالى :« لِحُكْمِ رَبِّكَ » هى لام العاقبة، أي اصبر إلى أن يحكم اللّه بينك وبين قومك، وإنه لحكم ينتصر فيه الحق على الباطل، وتعلو فيه كلمة المحقّين على المبطلين..
وقوله تعالى « فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا » تطمين لقلب النبي الكريم، وأنه ملحوظ بعين اللّه سبحانه وتعالى، محفوف بعنايته.. ترعاه عين اللّه وتحرسه.
وقوله تعالى :« وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ » دعوة للنبى أن يذكر ربه، ويسبح بحمده على هذه الرعاية الربانية التي يفيضها اللّه