ج ١٤، ص : ٦٢٨
ويمكن أن يقوم هذا الحدث، الذي مكن للإنسان أن يرى رأى العين انشقاق القمر ـ يمكن أن يقوم هذا شاهدا على أن يوم القيامة قد أظل، وأن أشراط الساعة قد جاءت، وأن الناس قد بدءوا يرون طلائع ما سيرونه يوم القيامة من حقائق الأشياء بعد أن ينكشف الغطاء عن العيون!!
[النبي.. وانشقاق القمر]
ولا بد من وقفة هنا عند قوله تعالى :« وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ».
فلقد كاد يجمع المفسرون على أن انشقاق القمر كان فى عهد الرسول ـ صلوات اللّه، وسلامه عليه ـ وأنه كان آية معجزة، وقعت على يد النبي، وهو فى مكة قبل الهجرة.
يقول القاضي عياض فى تفسير هذه الآية فى كتابه :« الشفا فى التعريف بحقوق المصطفى » :« أخبر اللّه تعالى بوقوع انشقاق القمر بلفظ الماضي، وإعراض الكفرة عن آياته ـ أي ما فى انشقاقه من آيات ـ وأجمع المفسرون وأهل السنة على وقوعه ».
وروى البخاري عن ابن مسعود ـ رضى اللّه عنه، قال :« انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فرقتين، فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :« اشهدوا ».
وروى مسلم عن أنس، قال :« سأل أهل مكة النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر فرقتين حتى رأوا حراء بينهما ».
وروى البخاري عن عبد اللّه بن مسعود ـ من رواية مسروق عنه ـ قال :
« انشقّ القمر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقالت قريش : هذا سحر


الصفحة التالية
Icon