ج ١٤، ص : ٦٣٦
إلى ما أخذ اللّه به الظالمين قبلهم، الذين كفروا باللّه، وعصوا رسله ـ فما انتفع هؤلاء المشركون الضالون بتلك النذر، ولم يكن لهم منها عبرة واعظة، أو عظة زاجرة.
قوله تعالى :« حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ ».
« حِكْمَةٌ بالِغَةٌ » بدل من « ما » فى قوله تعالى :« وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ ».
. فالذى فيه مزدجر، هو حكمة بالغة، يجدها ذوو العقول فى أخبار الماضين، وما حل بأهل الكفر والضلال منهم.
وقوله تعالى :« فَما تُغْنِ النُّذُرُ ».
. « ما » نافية، أي لا تغنى النذر، ولا تنفع عند من هم فى غفلة ساهون.. وهذا مثل قوله تعالى :« وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ » (١٠١ : يونس)..
فهؤلاء الضالون المعاندون من المشركين، لا ينتفون بهذه النذر، ولا يستيقظون من غفلتهم على صوتها المجلجل المدوىّ..
قوله تعالى :« فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ »..
هو دعوة إلى النبي الكريم أن يدع هؤلاء الضالين، الذين لا تنفع معهم النذر، ولا يزيدهم النور إلا عمى وضلالا.. فليدعهم النبي، حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون..
وقوله تعالى :« يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ ».
. الداعي، هو نافخ النفخة الثانية فى الصور، وهى نفخة البعث.. كما يقول سبحانه :