ج ١٤، ص : ٦٤٤
التفسير :
قوله تعالى :« أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ »..
كان المتوقع بعد ذكر فرعون، وما أخذه اللّه به من نكال، أن يجىء هذان التعقيبان :« فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ ».
. « وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ».
. وذلك على نسق النظم الذي جاءت عليه الآيات التي سبقت الحديث عن فرعون، بالحديث عن قوم نوح وعاد وثمود، وقوم لوط ـ كان هذا هو المتوقع، ولكن جاء قوله تعالى :« أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ » ـ ليصل ـ كما قلنا ـ مشركى قريش، بفرعون، ويجعلهم هذا التعقيب المباشر لقصته امتدادا له، حتى إنهم ليأخذون المكان الذي كان من المتوقع أن يأخذه قوله تعالى :« فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ »..
فقوله تعالى :« أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ » خطاب لمشركى قريش، فى صورة استفهام إنكارى، ينكر عليهم هذه المشاعر الخاطئة التي يعيشون فيها، وهى أنهم لن يؤخذوا بما أخذ به الكافرون المكذبون من قبلهم..
« أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ » ؟ أي فلا تحل بهم النقم كما حلت بأشياعهم من قبل ؟..