ج ١٤، ص : ٧١٤
أي ومما يجدء أهل اليمين بين أيديهم ـ هؤلاء الحوريات، اللائي أنشأهن اللّه إنشاء، من غير ولادة، فجعلهن أبكارا، لا يلدن، ولا يحضن، حتى لكأنهن فتياتلم يبلغن مبلغ النساء، وإن كن ناضجات، مكتملات الخلق..
وقوله تعالى :« عربا » أي راغبات فى أزواجهن، محببات إليهن..
وفى هذا احتراز من أن يقع فى التصور أنهن صغيرات، غير ناضجات لا يستجبن للرجال، مما يمكن أن يوحى به قوله تعالى :« فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً ».
. والعرب : جمع عروب..
وقوله تعالى :« أترابا » ـ جمع ترب ـ وهن المتماثلات حسنا، وجمالا، وشبابا..
وقوله تعالى :« لِأَصْحابِ الْيَمِينِ » متعلق بقوله تعالى : إنا أنشأناهن إنشاء..
الآيات » أي أنشأناهن على تلك الصفة لأصحاب اليمين، ينعمون بهن، ويأنسون إليهن..
والضمير فى قوله تعالى : أنشأناهن » يعود إلى ملحظ مفهوم من قوله تعالى :«وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ » ـ حيث أنه مما يكمل به نعيم هذه الفرش المرفوعة أن يكون فيها ما يرضى حاجة الرجال من النساء.. فهذه الفرش المرفوعة، ليست فرشا خالية موحشة، وإنما هى مأنوسة بالنساء.. أما هؤلاء النساء فقد أنشأهن اللّه إنشاء من غير ولادة، فجعلهن أبكارا، عربا أترابا..
وقوله تعالى :« ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ »..
أي أن أصحاب اليمين هؤلاء، هم جماعة من الأولين، وجماعة من الآخرين.. وهذا يعنى أنه ليس كل الأولين الذي آمنوا بالرسل، وشهدوا


الصفحة التالية
Icon