ج ١٤، ص : ٧٢٠
أو أنهم كانوا مقيمين على معتقدهم الفاسد فى إنكار البعث، وتوكيد هذا الإنكار بالحلف عليه، كما يقول سبحانه وتعالى عنهم :« وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ » (٣٨ : النحل) « وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ».
أي كانوا ينكرون البعث بهذا الأسلوب الإنكارى الساخر.. فيلقى بعضهم بهذا الاستفهام المنكر المستهزئ.. « أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ؟ » أيصدق هذا ؟ ذلك محال! « أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ ؟ » وإذا صح جدلا ـ أن نبعث نحن بعد الموت، لقرب عهدنا، ولأن الأرض تحتفظ ببقية منا ـ فهل يبعث آباؤنا الأولون الذين لا أثر لهم، حتى إن عظامهم قد أبلاها البلى وأكلها التراب ؟ ذلك بعيد بعيد! « قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ » هذا هو الجواب الذي يلقى تساؤلاتهم المنكرة تلك :« إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ »..
وقد جاء الخبر مؤكدا، بمؤكدين.. « إنّ » و« لام » الابتداء فى قوله تعالى « لَمَجْمُوعُونَ ».
فآباؤهم الأولون، وآباؤهم الآخرون، هم معهم، سيجمعون جميعا فى مكان معلوم، وفى يوم معلوم..
وقد ضمّن اسم المفعول « مجموعون » معنى السوق، الذي يدل على الدفع، والقهر، وذلك دون أن يتخلى عن معناه الأصلى، وهو « الجمع ».
. فهم