ج ١٤، ص : ٧٢٢
« فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ »..
ومع كل طعام شراب!! وشراب هذا الطعام الجهنمى، جهنمى مثله، هو هذا الحميم، وهو القيح والصديد الذي يسيل من أجسامهم التي تشوى فى نار جهنم، فيسيل منها هذا السائل فائرا يغلى.
فالضمير فى « عليه » يعود إلى هذا الطعام، أو هذا الأكل، الذي دلّ عليه قوله تعالى :« لَآكِلُونَ ».
« فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ».
أي إن هذا الشراب الجهنمى، يقبل عليه الذين أكلوا من هذا الطعام الزقومى، يقبلون عليه فى سعار مجنون، أشبه بالإبل اللهيم، أي أي العطاش، التي حبست عن الماء أياما، فإذا وردت عليه عبّت منه فى نهم شديد، لتنقع غلّتها، وتروى ظمأها..
وفى إقبال أهل هذا الطعام على هذا الشراب ـ إشارة إلى أن ما فى بطونهم من لهيب، أشد من هذا الحميم، فهم يستشفون من داء بداء، ويستجيرون من بلاء ببلاء، ويطفئون النار بالنار!.
« هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ »..
أي هذا هو المنزل الذي ينزله يوم القيامة هؤلاء المكذبون الضالون، أصحاب الشّمال، وهذا ما يطعمون وما يشربون من، طعام وشراب، فى هذا المنزل..
وفى العدول عن خطابهم إلى ضمير الغائب ـ إشارة إلى أنهم فى حال من الهول، والبلاء، لا يعقلون معها حديثا، ولا يسمعون قولا.. فكان


الصفحة التالية
Icon