ج ١٤، ص : ٧٣٠
والمقوي، هو الخاوي، الفارغ، الذي لا شىء معه.. ومنه أقوت الدار أي خلت من أهلها، وأقوت الأرض، أي أجدبت..
قوله تعالى :« فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ».
. هو تعقيب على هذه النعم العظيمة التي أنعم اللّه بها على عباده، والتي من شكرها، التسبيح بحمد اللّه، وتنزيهه، وتمجيده، وذكره ذكرا دائما بالحمد والثناء..
هذا، ويلاحظ أن الآيات التي عرضت هذه النعم، عرضتها كل نعمة فى آية مستقلة، ثم عقّبت على كل آية بالسؤال المطلوب من كلّ من وقف بين يدى نعمة منها، أن يسأله نفسه، وأن يتولى الإجابة عليه..
« أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ ؟ »..
« أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ ؟ »..
« أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ؟ »..
« أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ؟ »..
إنها نعم ظاهرة، من شأنها إذا ذكرت أن تدير الأنظار إليها، وأن توجه العقول نحوها، من غير داع يدعو الأنظار إلى النظر، أو يلفت العقول إلى التفكير والتدبير..
هذا إذا صادفت تلك النعم أبصارا تبصر، وعقولا تعقل.. ولكن ما أكثر الأبصار التي لا تبصر، والعقول التي لا تعقل.. فكان من رحمة اللّه، أن أقام بين يدى كل نعمة داعيا يدعو إليها، ويهتف بالأبصار الزائغة أن تنظر فيها، وبالعقول الغافلة أن تنتبه لها، فكانت هذه الأسئلة الواردة عليها.. فمن كانت له أذنان


الصفحة التالية
Icon