ج ١٤، ص : ٧٣٢
[الأقسام المنفية فى القرآن.. ودلالاتها] أكثر المفسرين على أن « لا » فى قوله تعالى :« فَلا أُقْسِمُ » زائدة، وأن التقدير : أقسم بمواقع النجوم.. ولم يذكروا لهذه الزيادة وجها مقبولا، حتى لكأنها زيادة مقحمة لضرورة كضرورة الشعر..
ويرى الزمخشري ـ مثلا ـ أن زيادة « لا » تقتضى أن يكون النظم هكذا :
« فلأنا أقسم بمواقع النجوم ».
. وعلى هذا يكون أصل النظم جملة من مبتدأ وخبر، وأن لام الابتداء دخلت على المبتد، وهو وإن كان نادرا، إلا أن ذلك ورد، فى لسان العرب، كقول الشاعر :
خالى لأنت ومن جرير خاله ينل العلاء ويكرم الأخوالا وهذا تكلف بعيد، وركوب ضرورات كثيرة لا يلجأ إليها إلا عند العجز وضيق مجال الكلام.. وهذا ما ينتزه عنه كلام اللّه.
ثم إن الموجود هنا « لا » لا، لام الابتداء، التي تحولت بهذه الصناعة المتكلفة إلى « لأنا » ثم حذفت أنا، وبقيت منها الهمزة التي لصقت بلام الابتداء، فأعطتها هذه الصورة الزائفة!! وكلام اللّه تعالى منزه عن النقص، متعال عن الوقوع تحت حكم الضرورة، وإن كل حرف منه ليرجح الوجود كله كمالا، وجلالا..
فما هى « لا » هذه ؟ وما مفهومها ؟.
هى ـ واللّه أعلم ـ « لا » النافية.. وهى تجىء غالبا فى معرض


الصفحة التالية
Icon