ج ١٤، ص : ٧٤٣
« إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ».
بهذا الحكم تختم السورة الكريمة، وبهذا التنزيه للّه سبحانه، والحمد للّه، يعقّب على هذا الحكم، ويلفت إلى ما ينبغى أن يستقبل به من النبي، ومن المؤمنين..
وحق اليقين، أي الحق المطلق، الذي لا يعلق به شىء من دخان الباطل وسحبه..
فهو الحق الذي ينبغى أن ينزل من القلوب والعقول منزلة اليقين، فتطمئن به القلوب، وتسكن إليه العقول..
واليقين المشار إليه، هو اليقين الوارد من تلك الآيات، التي تحدث عن قدرة اللّه، وعن البعث، والحساب، والجزاء.. فهذا الحديث هو حديث حق مستيقن، لا شك فيه..
وفى إضافة الحق إلى اليقين، إشارة إلى أن هذا الحق، هو الحق الذي يقيم اليقين فى النفوس، لأنه حق خالص من كل شائبة.. أما غيره فقد يكون حقّا، ولكنه قد يتلبس به ما يحجبه عن الأبصار، فيثير حوله سحبا من ضباب الشك والارتياب.. أما هذا الحق، فهو حق صراح، ونور مبين..
لا يحجبه شىء.
وقوله تعالى « فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ » ـ هو كما قلنا ـ تعقيب على هذه الحكم، واستقبال لهذا الحق المشرق، الذي يملأ القلوب طمأنينة وأمنا ـ استقبال له، بتنزيه اللّه سبحانه والتسبيح بحمده، شكرا له على هذا الهدى الذي يهدى به من يشاء من عباده..
والمراد بالتسبيح باسم اللّه، تسبيح لذات اللّه، وحمد لذات اللّه، ولهذا إذا