ج ١٤، ص : ٧٤٧
والولاء للّه، فى كل لحظة، وفى كل آن، لأنه فى قبضة عزيز ذى سلطان متمكن، ومع هذه العزة المتمكنة للّه، فهو حكيم فى تدبيره، وتقديره، لا يعتسف الأمور اعتسافا، ولا يقضى فيما يقضى به عن هوّى وتسلط.. تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا..
ويجوز أن يكون هذا الخبر بالتسبيح إغراء بهذا الأمر الذي أمر اللّه به الإنسان أن يسبح باسم ربه العظيم.. وكان النظم هكذا : فسبح باسم ربك العظيم، الذي سبح له ما فى السموات وما فى الأرض وهو العزيز الحكيم »..
فهيا أيها الإنسان لتأخذ مكانك بين موكب الوجود المتجه إلى اللّه، المسبح بحمده « وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ » (٤٤ : الإسراء) قوله تعالى :« لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ».
هو بيان لقدرة اللّه، وعرض لسلطانه المطلق فى هذا الوجود.. فهو سبحانه، المالك لما فى السموات والأرض جميعا، وهو سبحانه، الذي يحيى ويميت، وهو سبحانه، القادر على كل شىء.. لا يعجزه شىء مما يظن أولئك المشركون أنه فى قائمة المستحيلات..
قوله تعالى :« هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ »..
ومن صفاته سبحانه أنه الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء.. فلا أول قبله، ولا آخر بعده.. وإذا كان الأول، فكل ما سواه صنعة يده، وإذا كان الآخر، فكل شىء هالك إلا وجهه..
وهو سبحانه « الظاهر » فى آياته وفى كل ما بثّ فى هذا الوجود من