ج ١٤، ص : ٨١٧
اللائي ظاهروا منهن، ولكن على ألا يمسوهن إلا بعد أن يقدموا كفارة هذا الفعل الآثم.
والسؤال هنا : إذا كان المعنى على أن يعود المظاهرون إلى نسائهم اللائي ظاهروا منهن ـ إذا كان المعنى على هذا، فلم لا يجىء النظم القرآنى هكذا مثلا :
« والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون إليهن » ؟..
ونقول : وكيف يكون القرآن معجزا إذا جاء على هذا المستوي البشرى من النظم ؟ وهل يوزن كلام اللّه بهذا الميزان الذي يوزن به كلام الناس ؟
ندع هذه التساؤلات التي لا محل لها، فما من مسلم إلا وهو على يقين بأن وراء كل كلمة من آيات اللّه أكثر من معجزة، وإن خفيت عليه.
وننظر فى قوله تعالى :« وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا »، على معنى « ثم يعودون إلى نسائهم ».
. فنجد أن إيقاع فعل العود على القول ـ لا على النساء المظاهر منهن ـ فيه مواجهة للمظاهرين بهذا القول المنكر الذي قالوه، حيث حين يعودون إليه، فيجدونه حائلا بينهم وبين نسائهم، ثم إنهم إذا أرادوا أن يدفعوا يده التي أمكنته من نسائهم، وحالت بينهم وبينهن ـ لم يكن ذلك إلا بعد أن يقدموا الثمن عاليا لدفعه..
وبهذا يتمثل هذا القول لمن يعود إليه ـ وهو فى حاله تلك ـ ليدفعه


الصفحة التالية
Icon