ج ١٤، ص : ٨٢٠
فصيام شهرين متتابعين، فمن لم يستطع الصوم فإطعام ستين مسكينا.. ولا يصحّ الإتيان بالثاني إلا إذا عجز عن الأول، ولا الصيرورة إلى الثالث إلا إذا لم يستطع الثاني..
وجاء النظم القرآنى فى مواجهة تحرير الرقبة بقوله تعالى :« فَمَنْ لَمْ يَجِدْ » على حين جاء فى صيام الشهرين المتتابعين بقوله تعالى :« فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ».
. لأن تحرير الرقبة لا يكون إلا عن وجد ومقدرة، وملك للرقبة.. أما الصيام فلا يكون إلا عن استطاعة وقدرة على احتماله..
وقوله تعالى :« ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ».
. أي هذه الأحكام التي حكم عليكم بها، إنما هى لتصحح إيمانكم باللّه ورسوله، ولتقيمكم على دينه القويم..
وقوله تعالى :« وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ »..
أي هذه حدود اللّه، فالزموها، وخذوا أنفسكم بها، فإنّ تعدّى هذه الحدود، والاستخفاف بها، هو مدخل إلى الكفر باللّه، وللكافرين عذاب أليم..
قوله تعالى :« إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ ».
الذين يحادّون اللّه : أي يخرجون على حدوده، ويستخفون بحرماته..
كبتوا : أي ذلّوا، وأهينوا.
والمعنى : أن الذين لا يمتثلون أمر اللّه، ولا يحرمون ما حرم اللّه، ولا يحلّون ما أحل ـ لن تكون عاقبتهم إلّا الخزي والهوان، والخسران.. هكذا