ج ١٤، ص : ٨٢٦
عند ربه، وأنه سبحانه إذ يحييه تلك التحية المباركة الطيبة، فلا عليه إذا حياه المنافقون تلك التحية الآثمة المنكرة..
وقوله تعالى :« وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ » ـ أي ومن مقولاتهم المنكرة التي يقولونها فيما بينهم وبين أنفسهم :« لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ ؟ » أي هلّا يعذبنا اللّه بما نقول من سوء فى محمد ؟ إنه لو كان محمد على صلة باللّه كما يدّعى لما خلّى اللّه بيننا وبينه، نرميه بالمنكر من القول، ثم لا يعاقبنا على ذلك ؟ ! بل إنهم ليذهبون فى الضلال إلى أبعد من هذا، فيستدعون العذاب من اللّه، إن كان للّه غيرة على محمد، ورعاية له!.
وقوله تعالى :« حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ».
. هذا هو جواب ما سألوه من العذاب، وهو عذاب الآخرة، حيث يصلون نار جهنم، وذلك هو مصيرهم الذي يصيرون إليه وهم سائرون فى طريق الضلال، وإنه لبئس المصير.. أفليس ذلك حسبهم من العذاب ؟ ألا يكفيهم ما يلقون فى جهنم من عذاب ؟ أيريدون بعد هذا مزيدا منه ؟.
قوله تعالى :« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ».
هو دعوة إلى هؤلاء المنافقين، الذين أظهروا الإيمان واستبطنوا النفاق، أن تكون مناجاتهم إذا تناجوا فيما بينهم، بعيدة عن مواطن الضلال والريب، وخالصة من الإثم والعدوان، ومعصية الرسول، محملة بالبر والتقوى، حيث يتبادلون الكلمات الطيبة، ويتناجون بها، فتكون رسل هدى، وخير، تسعى بينهم بالأمن والسلام، وتفتح لهم الطريق إلى البر والتقوى..


الصفحة التالية
Icon