ج ١٤، ص : ٨٤٠
التفسير :
قوله تعالى :« أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ » هو استفهام إنكارى، يفضح أولئك المنافقين من الذين دخلوا فى الإسلام..
فهؤلاء المنافقون قد تولوا، أي صاروا أولياء ومناصرين « قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ » وهم اليهود.. فاليهود، هم المغضوب عليهم من اللّه، فحيث وقع غضب اللّه فى القرآن الكريم، كان اليهود هم الواقع عليهم هذا الغضب.. نعوذ اللّه من غضب اللّه.
وقوله تعالى :« ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ » أي أن هؤلاء المنافقين ليسوا منكم أيها المؤمنون، ولا من اليهود أهل الكتاب.. أما أنهم ليسوا من المؤمنين فقد بعد بهم نفاقهم عن دائرة المؤمنين، وأما أنهم ليسوا من اليهود، فلأنهم من مشركى العرب الذين دخلوا فى الإسلام بألسنتهم، كعبد اللّه بن أبىّ وغيره، ممن انحاز إلى جانب اليهود فى كيدهم لرسول اللّه وللمؤمنين..
وقوله تعالى :« وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ » أي أن هؤلاء المنافقين لا دين لهم، ولا مروءة عندهم حتى إنهم ليحلفون على الكذب،