ج ١٤، ص : ٨٧٠
الوقت، يدبرون فيها أمرهم، ويأخذون له العدة..
أما الآن، فإن فى الوقت متسعا، وإن عليهم جميعا أن يأخذوا حذرهم، وأن يستعدوا لما يمكن أن تأنى به الأيام بينهم وبين محمد..
ولقد جاءت الأيام بما ينطق بصدق آيات اللّه، وبما يخزى اليهود ويذلّهم ويفضح نفاق المنافقين وكذبهم. فلقد أخرج بنو قريظة وما خرج المنافقون معهم، وما قام أحد من هؤلاء المنافقين لينصرهم، وليدفع يد النبي والمسلمين عنهم، وقد قتل رجالهم، وسبى نساءهم وأطفالهم..
قوله تعالى :« لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ».
أي إنكم أيها المؤمنون أشد رهبة، وخشية فى صدور هؤلاء المنافقين، وإخوانهم اليهود ـ أشد رهبة وتخويفا لهم من اللّه.. إنهم جميعا يخافونكم ويخشون بأسكم، ولا يخافون اللّه، ولا يخشون بأسه.. وذلك لأنهم قوم لا يفقهون، أي فى غباء وجهل، ولو فقهوا لعلموا أن اللّه سبحانه هو أولى بأن يخاف منه، ويخشى من الاعتداء على حرماته..
إنهم لا يؤمنون باللّه، ولا يعلمون ماله سبحانه من علم وقدرة، فهم لهذا، لا يستحضرون عظمة اللّه، ولا يشهدون وجوده، وإنما الذي يشهدونه هو الذي يرونه رأى العين، والذي تتمثل لهم شخوصه.. فهم لهذا يخشون الناس، ولا يخشون اللّه!.
قوله تعالى :« لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ