ج ١٤، ص : ٨٨١
هذا مما نزل به القرآن الكريم من ذكر اللّه، وهو مما لو نزل على جبل لخشع وتصدّع من خشية اللّه..
فهذه الآية والآيات التي بعدها إلى آخر السورة، قد خلصصت لذكر بعض أسماء اللّه سبحانه وتعالى، وصفاته.. لم يذكر مع أسماء اللّه وصفاته غيرهما..
وهذا يعنى أن القرآن كله، هو دعوة إلى اللّه سبحانه، وإلى تجلى أسمائه وصفاته على عباده..
فالقرآن الكريم كلام اللّه، وكلامه ـ سبحانه ـ صفة من صفاته..
ففى كلمات اللّه تتجلّى صفاته على القلوب المؤمنة، التي من شأنها أن تخشع لذكر اللّه..
والتفرد بالألوهية، هو أول صفة للّه سبحانه، ولهذا كانت هذه الحقيقة أول ما بدىء به من صفات اللّه تعالى..
« هُوَ اللَّهُ.. الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ.. عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ »..
فهذا التفرد هو الذي يجعل الكمال المطلق لصفات اللّه.. فإذا تفرد ـ سبحانه ـ بالألوهية، تفرد بالكمال المطلق فى كل شىء.. وكان من أول مراتب الكمال بعد التفرد بالألوهية « العلم » الذي يحيط بكل ما فى الوجود من غائب أو حاضر، وباطن، أو ظاهر..
فمن كمال الذات، كمال العلم الذي تتصف به، وبهذا العلم الكامل تقوم الربوبية على كل ذرة فى هذا الوجود، ما ظهر منه، وما بطن..
ومن صفات الإله الواحد المتفرد بالألوهية وبالعلم ـ الرحمة، التي بها وجد


الصفحة التالية
Icon