ج ١٤، ص : ٨٨٤
بغير هذه الصفات التي نتمثلها، لا يمكن أن تقوم بيننا وبين الخالق جلّ وعلا علاقة ذات أثر وتأثير فينا..
« سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ » أي تنزه اللّه سبحانه، وتعالى عما يشرك به المشركون، بما يعبدون من دونه من معبودات.
قوله تعالى :« هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ »..
ـ « هُوَ اللَّهُ ».
. توكيد بعد توكيد، لذات اللّه الواحد الذي لا إله إلا هو..
ـ « الْخالِقُ ».
. أي الذي تفرد بالخلق.. فكل ما فى الوجود مخلوق له.. « أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ » (٥٤ : الأعراف)..
فكل ما فى الوجود مخلوق للّه، والمخلوق لا يخلق، وما يبدو من المخلوقين أنه خلق، وابتكار، وابتداع ـ هو عمل فيما خلق اللّه، بالحلّ والتركيب فى عالم المادة، وفيما أودع الخالق سبحانه فيها من قوى وما أخضعها له من قوانين.. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى :« إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ » (٧٣ : الحج)..
ـ « الْبارِئُ ».
. أي الذي خلق ما خلق ابتداء على غير مثال سبق..
ـ « الْمُصَوِّرُ ».
. أي الذي يبدع فى خلقه، ويصور كيف يشاء..


الصفحة التالية
Icon