ج ١٤، ص : ٩٦٥
الناس، أمر الناس بالرحيل، وسار بالناس يومهم حتى أمسى، وليلتهم حتى أصبح، وصدر يومهم حتى آذتهم الشمس، ثم نزل بالناس، فلم يكن إلا أن وجدوا مسّ الأرض حتى وقعوا نياما.. وإنما فعل الرسول ذلك، ليشغل الناس عن الحديث، الذي كان يحدّث به عبد اللّه بن أبىّ! قالوا : وتحدث كثير من المسلمين إلى رسول اللّه يستأذنون فى قتل عبد اللّه بن أبىّ. ، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يردهم قائلا :
« فكيف إذا تحدّث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ؟ لا، لا تقتلوه!..
وجاء عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبى إلى رسول اللّه، فقال يا رسول اللّه : قد بلغني أنك تريد قتل أبى، فإن كنت لا بدّ فاعلا فمرنى به، فأنا أحمل إليك رأسه، وإنى أخشى أن تأمر بهذا غيرى فيقتله، فلا تدعنى نفسى أن أنظر إلى قاتل أبى يمشى فى الناس، فأقتله، فأقتل مؤمنا بكافر، فأدخل النار..!!
فقال صلى اللّه عليه وسلم : بل ترفق به، وتحسن صحبة، ما بقي معنا..
وهكذا، إطفاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هذه الفتنة، بحكمته ورفقه، وبعد نظره.
قوله تعالى :« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ».