ج ١٤، ص : ٩٨٠
عليه، لينذر به الكافرين، وليوقظهم به من غفلتهم، وليزعج به اطمئنانهم إلى هذا الزعم الذي زعموه!! وقوله تعالى :« ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ » أي ليس الأمر مجرد بعث ونشور، وإنما وراء هذا البعث والنشور، حساب وجزاء، حيث تعرض عليه ـ جلّ شأنه ـ أعمالكم، وتلقون الجزاء عليها.. « وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ » لا يحتاج إلى معاناة ومراجعة.. كما أن بعثكم لا يحتاج إلى جهد ونصب..
قوله تعالى :« فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ »..
هو تعقيب على قوله تعالى :« زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا.. الآية »..
أي أنه إذا كان البعث أمرا لا مفرّ منه، والحساب والجزاء لا معدى عنه ـ فبادروا إلى الإيمان باللّه، وأسرعوا بالخروج مما أنتم فيه أيها الكافرون، من أوهام وضلالات.. والإيمان باللّه لا يتم، إلا بالإيمان برسوله.. والإيمان برسوله، لا يقع إلا مع الإيمان بالنور الذي أنزله اللّه إليه..
والنور الذي أنزله اللّه إلى النبي، هو القرآن الكريم، لأنه من نور اللّه، الذي يجلو عمى البصائر، ويبدد ظلام العقول..
وقوله تعالى :« وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ » ـ هو تعقيب على الدعوة إلى الإيمان باللّه ورسوله، والقرآن الذي بين يديه، وأن حصيلة هذا الإيمان واقعة فى علم اللّه.. ذلك العلم المحيط بكل شىء، الخبير بالحسن والسيء من الأعمال