ج ١٤، ص : ٩٨٦
هذا الاتجاه، لا تحسب له إذا هو أخفق، ولم يبلغ موقع الإيمان، ولم يملأ به قلبه، ولم تتشربه مشاعره!..
قوله تعالى :« وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ »..
هو تعقيب على الخبر الوارد فى قوله تعالى :« ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ »..
أي مع أنه من المقرر أن ما قدّره اللّه هو كائن، وأن أحدا لا يفعل خيرا أو يصيب شرّا، إلا ما كان فى صفحة القدر المكتوب له ـ مع هذا فإن الدعوة قائمة على الناس جميعا، بأن يطيعوا اللّه ورسوله، وأن يستجيبوا لما يدعون إليه، من الإيمان باللّه ورسوله، ومن العمل الصالح الّذى يدعو إليه اللّه ورسوله..
وإنه لمطلوب من الإنسان أن يعمل ما يأمر اللّه به، وإن ينتهى عما نهاه اللّه عنه، غير ملتفت إلى قدر اللّه فيه، فإن الالتفات إلى هذا مضلّة، لأنه لا يدرى ماذا قدر اللّه له.. إنه يعمل فى قدر اللّه، ويجرى على حدود هذا القدر، دون أن يعلم شيئا مما قدّر له.. فإذا وقع العمل منه، كان ذلك العمل هو قدره المقدور له.. فإن كان حسنا حمد اللّه وشكر له، وإن كان سيئا، كان حريّا به أن يجدّ فى الاتجاه إلى اللّه، وأن يسأله الهداية والتوفيق..
وقوله تعالى :« فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ » ـ هو


الصفحة التالية
Icon