ج ١٥، ص : ١٠٦٤
قوله تعالى :« وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ »..
وفى هذا إلفات للمشركين إلى ما كان للّه سبحانه من نقم، ومن مهلكات أرسلها على الذين كفروا من قبلهم.. فلينظروا فى آثار هؤلاء الذين كفروا من قبلهم، وليشهدوا كيف كان أخذ اللّه لهم، بعد أن أتوا ما أنكره اللّه تعالى عليهم من منكررات.. إذ ليس وراء هذا الإنكار من اللّه، إلا الانتقام والعذاب.
قوله تعالى :« أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ.. ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ »..
هو دعوة مجدّدة إلى هؤلاء المشركين، أن يعيدوا النظر فى موقفهم الضال عن طريق الهدى، بعد أن طالت مسيرتهم فى هذا الطريق المنحرف، وبعد أن أصبحوا فى معرض سخط اللّه، ونقمته.. فتلك هى فرصتهم الأخيرة، إن أفلتت منهم، ولم يستقيموا على الطريق المستقيم، فليس لهم بعد هذا إلا أن يردوا موارد الهالكين..
والدعوة التي يدعى إليها المشركون هنا، للإيمان باللّه، والاستقامة على طريق الحق ـ هى دعوة موجهة إلى عقولهم التي غطّى عليها الجهل والضلال، وذلك بأن يوقظوا هذه العقول، وأن ينظروا بها إلى آيات اللّه التي بين أيديهم من صحف الوجود، بعد أن أصمّوا آذانهم عن آيات اللّه التي تتلى عليهم..