ج ١٥، ص : ١١٠١
وأما قوله تعالى :« لَوْ لا تُسَبِّحُونَ ».
. فهو كلام مستأنف، يعقّب به على قوله :« أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ ؟ ».
. وفى هذا التعقيب، يدعوهم دعوة جديدة، يواجهون بها هذه الحال التي هم فيها، وهى أنهم وقد أخطئوا حين لم يأخذوا برأيه أولا، فإن هذا لا يمنعهم من أن يرجعوا الآن إلى اللّه، ويستغفروا لذنبهم بعد أن رأوا ما أخذهم اللّه به.
فقوله تعالى :« لَوْ لا تُسَبِّحُونَ » ـ هو من مقول أوسطهم، وهو تحضيض لهم على الإنابة إلى اللّه، واستغفاره على ما كان منهم.. أي هلا تسبحون اللّه ؟.. أي بادروا بذكر اللّه، فهذا الذكر هو عزاؤنا فى هذا المصاب الذي بين أيدينا.. ويكون النظم على هذا هكذا : ألم أقل لكم، ما علمتم ولم تأخذوا به ؟ وهأنذا أقول لكم الآن قولا أرجو أن تأخذوا به : ألا تسبحون اللّه، وتستغفرون لذنبكم ؟
قوله تعالى :« قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ».
هو استجابة من الجماعة لما دعاهم إليه أوسطهم، من تسبيح اللّه، فقالوا سبحان ربنا.. إنا كنا ظالمين..
لقد اعترفوا بذنبهم، واستغفروا ربّهم.. وهم بين يدى رحمته.. إن شاء ـ سبحانه ـ رحمهم، وقبل توبتهم.. واللّه سبحانه وتعالى يقول :
« وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ».
(١٩٩ : البقرة) قوله تعالى :« فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ »..
أي أنه كان منهم وهم على بساط التوبة والندم ـ كان منهم حديث يلوم


الصفحة التالية
Icon