ج ١٥، ص : ١١٧٨
والسائل : هو الذي يسأل عند الحاجة، والمحروم : هو المحتاج الذي لا يسأل، حياء وتعفّفا..
هذا وقد جمع اللّه سبحانه وتعالى بين الصلاة والزكاة فى سبعة وعشرين موضعا من القرآن الكريم، كما التزم القرآن الكريم تقديم الصلاة على الزكاة فى كل موضع اجتمعتا فيه..
وفى هذا الجمع بين الصلاة والزكاة ـ إشارة إلى أنهما من باب واحد، فى باب الإيمان والإحسان!..
ثم إن فى تقديم الصلاة على الزكاة، إشارة إلى أن الصلاة هى التي تخلق فى الإنسان العواطف والمشاعر التي تدعو إلى الرحمة، والعطف، والإحسان، فالزكاة ثمرة من ثمرات الصلاة.. والثمرة فرع من أصل، هو الشجرة! وقوله تعالى :« وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ »..
أي ومن صفات المؤمنين باللّه، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، أنهم يصدقون بيوم الدّين، ويؤمنون بالبعث، والحساب والجزاء، فإنه بغير هذا التصديق بيوم الدين، لا يكمل إيمانهم باللّه، ولا يقوم عندهم شعور واضح بهذا الإيمان، إذ أن الإيمان بالحساب والجزاء هو الذي يعطى الإيمان باللّه، الواقع العملي لهذا الإيمان، بما يقدّم الإنسان من أعمال صالحة، وبما يتجنب من أعمال سيئة، إعدادا ليوم الحساب، واستعدادا للقاء اللّه فى هذا اليوم..
ولو أخلى الإيمان باللّه، من الإيمان باليوم الآخر، لكان الإيمان باللّه ـ إن وجد ـ مجرد فكرة ذهنية، لا يكاد يكون لها أثر فى سلوك الإنسان، ولا


الصفحة التالية
Icon