ج ١٥، ص : ١١٨٨
وهذه الآيات، تواجه المشركين، الذين أبوا أن يستجيبوا لدعوة الإيمان، وأن يكونوا من المؤمنين..
وفى قوله تعالى :« فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ. عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ » ؟
المراد بالذين كفروا هنا، هم المشركون، الذين دخلوا فى الحكم الذي أشار إليه قوله تعالى فى الآيات السابقة :« إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً. إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ».
وقد استثنى من هذا الحكم العام على الإنسان ـ المؤمنون، الذين هم على صلاتهم دائمون، والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم.. إلى آخر ما وصفهم اللّه سبحانه وتعالى به من صفات تدنيهم من التقوى، وتقربهم من اللّه.. وقد وعد اللّه هؤلاء المؤمنين بمقام كريم فى جنات نعيم..
وإنه إذ تنتهى آيات اللّه بالمؤمنين إلى هذا الموقف، وتنزلهم منازل الرضوان فى جنات النعيم ـ تلتفت إلى هؤلاء المشركين، فتسأل النبي الكريم عنهم، سؤال المنكر لهذا الموقف الذي هم فيه من النبىّ :« فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ؟ » أي ما بالهم يتحركون بين يديك يمينا وشمالا، مسرعين إلى شئون شتى، من جدّ أو هزل، دون أن يلتفتوا إليك، أو يستجيبوا لدعوتك ؟.
وقبل النبي : تجاهه، وقبالته..
ومهطعين، أي مسرعين.. كما في قوله تعالى :« مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ » (٨ : القمر).
وقوله تعالى :« عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ » بيان لحال المشركين،