ج ١٥، ص : ١٢٩٤
يجىء هذا الوعيد، الذي يحمل « سقر » إلى هذا الشقىّ، أو يحمله هو إليها، من غير حرف عطف أصلا، يفصل بينه وبين قوله الآثم، وكأنّ هذه النار التي سيصلاها، هى بعض هذا القول الخارج من فمه.. وإذا هذه النار مشتملة عليه.. تأكله، كما تأكل الحطب! و« سقر » هى جهنم، وقيل اسم من أسمائها، أو درك من دركاتها..
إنه لم يكن بين قول هذا الشقىّ، وبين الآية التي حملت إليه هذا الوعيد ـ لم يكن ثمة فاصل، لفظى أو تقديرىّ.. وهذا يعنى أن هذه الجريمة تحمل معها عقابها دائما، فلا ينفصل عنها بحال أبدا..
« وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ ».
. استفهام يراد به الإشارة إلى أن المستفهم عنه شىء مهول، لا يمكن وصفه.. لأنه مما لم يقع فى حياة الناس أبدا..
« لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ ».
إنه وصف لسقر، بأفعالها، وما تترك من آثار.. أما ذاتها فلا يمكن تصورها..
ومن صفاتها، أنها لا تبقى شيئا إلا التهمته، وجعلته وقودا لها، كما لا تذر أحدا من أهل الضلال إلا ضمته إليها، وأذاقته بأسها، لا تدع منه ظاهرا أو باطنا إلا ذاق عذابها..
«لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ »..
أي أنها مغيّرة لألوان البشر، إلى لون الفحم، بما تلفح به وجوههم من لهيبها..
« عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ »..
أي على هذه النار، التي هى سقر، تسعة عشر من الزبانية، يقومون على