ج ١٥، ص : ١٣٠٢
وقوله تعالى :« نَذِيراً لِلْبَشَرِ » تمييز لإحدى الكبر، أي أن سقر هى إحدى الكبر من جهة الإنذار والتخويف بها.. أي أنها من الآيات الكبرى، التي من شأنها أن تهز النفوس من أقطارها، وأن تبعث فى القلوب الخشية والفزع من لقاء هذه الأهوال التي تطلع بها جهنم على أهلها، وفى هذا أبلغ نذير لمن يبصر النذر وينتفع بها..
قوله تعالى :« لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ »..
هذا بدل من قوله تعالى « للبشر » أي أن سقر هى نذير لمن شاء أن يتقدم فيؤمن باللّه، ويمضى على طريق الحق والهدى، كما أنها نذير لمن شاء أن يتأخر فيرتد على عقبه، ويغيب فى متاهات الكفر والضلال..
قوله تعالى :« كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ.. »
أي كل نفس مرتهنة بما كسبت، مأخوذة بما عملت، مجزية بالخير خيرا، وبالسوء سوءا..
قوله تعالى :« إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ » هو مستثنى من قوله تعالى :« كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ».
. فهذا حكم عام على الناس جميعا، مؤمنين وغير مؤمنين، حيث ترتهن كل نفس بما عملت، ثم يعود اللّه سبحانه وتعالى يفضله على المؤمنين، أصحاب اليمين، فيدخلهم الجنة.. ولو أن دخول الجنة كان مرتهنا بالأعمال، لما دخل أحد الجنة