ج ١٥، ص : ١٣٠٥
« إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى » (٧٤ : طه)..
قوله تعالى :«حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ » ـ إشارة إلى أنهم ظلموا متلبسين فى حياتهم بهذه المآتم حتى أتاهم اليقين، وهو الموت، فماتوا على ما هم عليه من ضلال..
فلم تختم أعمالهم بالتوبة والعمل الصالح..
وسمّى الموت يقينا، لأنه عند الموت يعاين المحتضر حقيقة ما كان يكذب به، من أمور الحياة الآخرة.. ومنه قوله تعالى :« وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ » (٩٩ : الحجر)..
روى أن أم العلاء الأنصارية، قالت :« لمّا قدم المهاجرون المدينة، اقترعت الأنصار على سكناهم، فصار لنا من المهاجرين، « عثمان بن مظعون » فى السكنى، فمرض، ثم توفّى، فجاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فدخل، فقلت :« رحمة اللّه عليك أبا السائب، فشهادتى أن قد أكرمك اللّه! فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم :« وما يدريك أن اللّه قد أكرمه ؟ » فقلت : لا، واللّه ما أدرى!! فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم :« أما هو فقد أتاه اليقين من ربه، وإنى لأرجو له الخير، واللّه ما أدرى وأنا رسول اللّه ما يفعل بي ولا بكم » ! فقول الرسول الكريم :« أما هو فقد أتاه اليقين من ربه، يشير إلى أن عثمان بن مظعون، هو الذي يعرف المصير الذي صار إليه، بعد أن مات، وكشف عن عينيه الغطاء.. فالموت هو الذي جاء بالخبر اليقين، ولهذا