ج ١٥، ص : ١٣٢٧
وتبسط سلطانها علينا، فلا تملك أن نبرح ساحتها إلا باستئذان، وإذن، منها، وإنه لكفران بالإحسان أن نبرح هذا المنزل الكريم الذي نزلناه من تلك الآيات، وأن نقطع هذا الرزق الموصول إلينا من بين يديها، وأن نعجل بقطع هذا الخير الذي تلقانا به.
فنحن سنمضى معها على هذا الطريق إلى غايته، نرجو مزيدا من العطاء ونلتمس مزيدا من النور..
ويلقانا هنا سؤال :
لما ذا لم يجىء الوحى إلى النبىّ فى صورة بشرية، على نحو ما كان يأتيه عليه فى بعض الأحيان.. فيكون ذلك أخفّ وطئا عليه، من الصورة الملكية التي كان يأتيه عليها فى معظم الحالات، والتي كان يعانى منها ما يعانى من شدّة ؟
والجواب على هذا ـ واللّه أعلم ـ هو أن الأحوال التي كان يأتى عليها الموحى به قرآنا، كان الوحى صورة خاصة، لا تتبدّل، ولا تختلف، وإن كان الموحى به حديثا قدسيا، جاء الوحى على صورة خاصة أيضا، وإن كان الموحى به حكمة، وهى السنة القولية أو الفعلية، كما يشير إليه قوله تعالى :« ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ » (٣٩ : الإسراء) ـ نقول إذا كان الموحى به حكمة، جاء الوحى على صورة خاصة كذلك..
وهكذا..
روى أن الحارث بن هشام سأل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم، فقال : يا رسول اللّه : كيف يأتيك الوحى ؟ قال :« أحيانا يأتينى مثل صلصلة الجرس..