ج ١٥، ص : ١٣٥٥
فى الأرجل والأيدى.. والأغلال : الأطواق، تكون فى الأعناق.. والسعير :
النار المتسعرة بوقودها..
ولا بد هنا من الإشارة إلى الرسم العثماني لكلمة « سلاسلا » ورسمها بالألف، من غير تنوين. وكان من حقها أن تكتب من غير ألف..
والسؤال هنا : لم كتبت بهذا الرسم ؟ : أذلك لأن الكتابة العربية لم تكن يوم كتابة المصحف العثماني قد استوفت شكلها الكامل، وقامت أسسها على قواعد مضبوطة ؟ أم أن ذلك كان عن قصد وعمد ؟
والجواب على هذا ـ واللّه أعلم ـ هو أن القول بأن الكتابة العربية لم تكن قد استوفت شكلها النهائى يوم أن كتب المصحف العثماني ـ قول مستبعد..
وذلك لأن ألفاظا وردت فى القرآن الكريم على صيغة « فعائل » أو « مفاعل » ولم تكتب بالألف، مثل قوله تعالى :« كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً » (١١ : الجن) وقوله سبحانه :« وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ » (٧٢ : التوبة) وقوله تبارك اسمه :« قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ » (١٠٠ : الإسراء) فلو كان ذلك عن نقص فى رسم الكتابة لأخذت أمثال هذه الصيغ الممنوعة من الصرف، شكلا واحدا فى كتابتها.
وإذن فما الحكمة، فى رسم « سلاسلا » بهذه الصورة ؟
والذي يقع فى مفهومنا لهذا ـ واللّه أعلم ـ هو أن هذه الألف الزائدة قد زيدت عن قصد، ولحكمة تراد لها، وهى أن هذه الألف تشير إلى معنى مضمر فى كلمة « سلاسلا » وأنها سلاسل طويلة جاوزت فى طولها الحد المعروف للسلاسل التي يقيد بها الحيوان، أو الإنسان..