ج ١٥، ص : ١٣٥٧
الأبرار. جمع برّ، أو بارّ.. والبارّ : هو النقي الطاهر، الذي لم يغيّر من فطرته الطاهرة النقية شىء من كبير الذنوب أو صغيرها..
والكأس : إناء الشراب، ويطلق على الشراب نفسه.. كما يقول الشاعر :
وكأس شربت على لذّة وأخرى تداويت منها بها ولا يقال له كأس إلا إذا كان فيه شراب، فإذا كان فارغا سمّى قدحا.
والكافور : نبت طيّب الريح..
أي أن هؤلاء الأبرار يشربون من كأس ممزوجة بالكافور الذي يجعل لها ريحا طيبة، إلى جانب مذاقها الطيب.
وإذ كان معنى الكأس هنا هو الشراب الذي فيها، كان معنى شرب الأبرار من تلك الكأس أنهم يشربون من هذا الشراب، أو من هذه الخمر، التي مزاجها كافور..
قوله تعالى :« عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً ».
هو بيان لهذه الكأس، أو هذه الخمر، وهى أنها عين يشرب بها عباد اللّه..
ونصب « عينا » على أنه مفسّر لقوله تعالى :« مِنْ كَأْسٍ » على سبيل الاختصاص للمدح..
وعباد اللّه، هم الأبرار الذين ذكرهم اللّه سبحانه فى قوله :« إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً ».
. وفى إضافتهم إلى اللّه سبحانه تعالى، تشريف، وتكريم، لهؤلاء الصفوة الكرام من الناس، فهم عباده، وهم أهل ودّه.