ج ١٥، ص : ١٣٨٩

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الآيات :(١ ـ ٧) [سورة المرسلات (٧٧) : الآيات ١ إلى ٧]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (١) فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (٢) وَالنَّاشِراتِ نَشْراً (٣) فَالْفارِقاتِ فَرْقاً (٤)
فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (٥) عُذْراً أَوْ نُذْراً (٦) إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ (٧)
التفسير :
قوله تعالى :« وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً »..
ما المرسلات ؟
اختلف المفسرون فى معنى المرسلات، وتعددت مقولاتهم فيها، وكثرت الروايات والأسانيد التي تضاف إلى صحابة رسول اللّه فى هذا المقام.. وهذا الاختلاف الشديد بين تلك المقولات، مما يضعف هذه الروايات، بل ويكذب نسبتها إلى من نسبت ادعاء إليهم.. إذ لو كانت صحيحة لما كانت إلا قولا واحدا.. لأن صحابة رسول اللّه لم يقولوا في تأويل كلام اللّه برأيهم، بل كل ما صحت نسبته إليهم من أقوال فى معنى حرف، أو كلمة، أو آية، هو مما علموه من رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه.. وليس للرسول الكريم إلا قول واحد. فى المقام الواحد.. « وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى » (٣ : النجم).
وعلى هذا. فإن ما نقوله أو يقوله غيرنا فى تفسير كلمة « المرسلات » هو اجتهاد فى تحرى أقرب المفاهيم التي يطمئن إليها كل مفسر، حسب ما أداه


الصفحة التالية
Icon