ج ١٦، ص : ١٤٢٦
العالمين، رب السموات والأرض وما بينهما، من رب رحمن رحيم.
وقوله تعالى :« لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً » ـ إشارة إلى أن هذا النعيم الذي ينعم به المتقون، إنما هو من رحمة الرحمن الذي أنزلهم منها هذا المنزل الكريم..
ولو ساقهم اللّه سبحانه إلى النار لما كان لهم على اللّه حجة، لأن أحدا فى موقف الحساب والجزاء لا يستطيع أن يسأل اللّه عن المصير الذي هو صائر إليه.. إنه لا يملك خطابا، ولا مراجعة.
قوله تعالى :« يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً »..
الظرف « يوم » هو قيد لهذا الوقت الذي لا يملك فيه المتقون خطابا..
فقوله تعالى :« لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً » مظروف بهذا الظرف، وهو وقت قيام الروح والملائكة صفّا بين يدى اللّه، فى موقف الحساب والجزاء.. وقوله تعالى :« لا يَتَكَلَّمُونَ » ـ هو بدل من قوله تعالى :« لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً ».
والروح : هى أرواح البشر، فى موقف الحساب.. ويجوز أن يكون الروح، جبريل..
فالروح ـ أي الخلائق ـ، والملائكة، لا يتكلمون فى هذا الموقف، إلا من أذن اللّه له بالكلام، وقال صوابا فيما أذن اللّه سبحانه وتعالى له به من كلام.. فإذا أنطقه اللّه يومئذ، فإنما ينطق بالحق.
قوله تعالى :« ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً ».
أي ذلك اليوم، هو اليوم الحق، الذي كذّب به المكذبون، واختلف فيه المختلفون.. فمن شاء النجاة والفوز فيه، اتخذ مآبا ومرجعا إلى ربه، وعمل