ج ١٦، ص : ١٥٠٢
أي أصغت، واستجابت لأمر ربها.. يقال أذن فلان لفلان، أي أصغى إليه، وأعطاه أذنه، متقبّلا ما يتحدث به إليه.. « وحقت » أي لزمتها الطاعة، وحقّ عليها الولاء والخضوع لأمر اللّه.. وهل تملك غير هذا ؟ فإن لم تستجب لذلك طوعا أجابت كرها.. « فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ » (١١ : فصلت) قوله تعالى :« وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ. وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ. وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ » ومدّ الأرض، هو ظهورها كالبساط الممدود، فلا ترى العين المحلقة بعيدا فوقها، جبالا ولا هضابا، وإنما تراها على مستوى واحد، لا عوج فيها ولا أمتا.
وإلقاء ما فى الأرض : هو إخراج ما فيها من موتى، كما يقول سبحانه :
« وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها » (٢ : الزلزلة) وفى التعبير هنا بلفظ الإلقاء ـ إشارة إلى أنها تلفظ ما فيها لفظا، كما يلقى سقط الجنين من بطن أمه.
وقوله تعالى :« وتخلت » أي أنها تخلت عما ألقته من بطنها، فلم تمسك به على ظهرها، وهذا ما يشير إلى أن الحشر سيكون فى موضع آخر غير الأرض، اللّه سبحانه وتعالى أعلم به.
قوله تعالى :« يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ »


الصفحة التالية
Icon