ج ١٦، ص : ١٥٢٥
التي يدور فيها الإنسان، فينقل من ظهر الأرض إلى بطنها، ثم يعود من بطنها إلى ظهرها..
وقوله تعالى :« إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ، وَما هُوَ بِالْهَزْلِ ».
هو المقسم عليه بالقسمين السابقين، وهو أن هذا القول الذي تنطق به آيات اللّه، هو قول حقّ، واقع لا شك فيه، وليس هو بالهزل الذي لا تقصد به دلالاته ومعانيه..
وقوله تعالى :« إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً ».
هو تعقيب على قوله تعالى :« إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ، وَما هُوَ بِالْهَزْلِ » ـ وهو فى موقع جواب عن سؤال هو : ماذا كان موقف المشركين من هذا القول الفصل ؟
فكان الجواب :« إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً » أي يمكرون مكرا، ويستقبلون هذا القول بالمماحكة والجدل، وينصبون الشراك له، ويقيمون المعاثر فى طريقه، ليصدّوا الناس عنه.. إنهم فى حرب معه، يكيدون له بكل يقدرون عليه، مجتمعين، أو فرادى..
وقوله تعالى :« وَأَكِيدُ كَيْداً ».
هو ردّ على كيد هؤلاء الكائدين، لإبطال كيدهم ولقتلهم بالسلاح الذي يحاربون به كلام اللّه.. وهذا مثل قوله تعالى :« وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ، وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ ».
. فهم إذا كادوا للقرآن، ودبروا أمرهم بليل، فإن اللّه سبحانه وتعالى كيدا، حيث يأخذهم العذاب، وهم لا يشعرون.