ج ١٦، ص : ١٥٢٨
وأسماء اللّه تعالى، هى صفاته الموصوف بها، وهى وإن كانت مما قد نصف به ذواتنا، من العلم، والسمع، والبصر، والقدرة، وغيرها، إلا أن للّه سبحانه كمال هذه الصفات، كمالا مطلقا، على حين أن ما نتداوله نحن من هذه الصفات هو فى حدود وجودنا المحدود، فيقال فلان حفيظ، وعليم، وقادر، وكريم، وهو فى هذه الصفات كائن بشرى محدود، واتصافه بها إنما هو بالإضافة إلى غيره، ممن هو أقل منه حفظا، أو علما، أو قدرة، أو كرما..
فالتسبيح باسم اللّه، هو ذكره سبحانه بكل ما له من الأسماء الحسنى، كما يقول سبحانه :« وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها » (١٨٠ : الأعراف) والمراد بالتسبيح باسم اللّه، هو التسبيح لذاته سبحانه وتعالى.. ولكن الذات العلية لا يمكن تصورها، وإنما الذي يمكن تصوره ـ مهما بالغنا فى هذا التصور ـ هو ما تتصف به الذات من صفات الكمال التي تتجلى فى أسمائه الحسنى.
وقوله تعالى « الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى » هو مما نذكره من صفات اللّه سبحانه وتعالى، حين نذكر اسمه الكريم :« الخالق ».
. فإذا ذكرنا اسم اللّه هذا، ذكرنا منه أن اللّه سبحانه هو المتفرد بالخلق، لا يشاركه أحد فيما خلق فى السماء أو فى الأرض.. وهو سبحانه الذي سوّى ما خلق، فأقام كل مخلوق على أتم صورة له وأكملها، كما أقام من هذه المخلوقات جميعها صورة مسوّاة محكمة للوجود كله « ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت » (٣ : الملك) وقوله تعالى :« وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى »