ج ١٦، ص : ١٦٠٣
ويرفق به.. إنه أشبه بالضالّ الذي لا يعرف الطريق، والمسئول هو موضع أمله، ومعقد رجائه، فى أن يخرجه من هذا الضلال، وأن يقيمه على الطريق المستقيم..
وأولى الناس بهذا من عرف الحيرة، ونشد وجه الهداية، فأصابها وقدرها قدرها..
وقوله تعالى :« وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ».
نعمة اللّه هنا، هو القرآن الكريم، وهو من أجلّ وأعظم ما أنعم اللّه به على النبي، وهو نعمة عامة شاملة، وإنه لمطلوب من النبي أن ينفق منها على الناس، وأن يسعهم جميعا فيها..
فهى نعمة سابغة، لا تنفد على الإنفاق. فليحدّث النبي الناس بها، وليكثر من هذا التحديث بها، والإنفاق منها :« فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى » (٩ : الأعلى).. « فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ » (٤٥ : ق).. « فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ » (٢١ : الغاشية).. فهذا التحديث بالقرآن، هو التذكير به، وفى التذكير به هدى ورحمة للناس، حيث يجدون فى آياته شفاء الصدور، وجلاء البصائر، وروح النفوس.