ج ١٦، ص : ١٦٣٠
إن لم ينزع عن ضلاله، ويرعو عن غيه، ويثوب إلى رشده، ويؤمن بربه، ويستقم على الهدى ـ لنسفعن بناصيته، أي لنجرنّه من رأسه جرّا إلى جهنم كما يقول سبحانه :« يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ »..
وفى هذا امتهان أي امتهان، وإذلال أي إذلال لهذا المتشامخ بأنفه، المتطاول برأسه! وقوله تعالى :« ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ » أي هى رأس فارغة من كل خير، حشوها الكذب والضلال، ونبتها الخطيئة والإثم، فكانت النار أولى بها، حطبا ووقودا.
وقوله تعالى :« فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ ».
أي ها نحن أولاء آخذون بناصية هذا العتلّ الأثيم إلى جهنم كما يؤخذ برأس الكبش من قرونه، فليهتف بناديه أي أهل النادي الذي يأخذ مجلسه بينهم، ويدير أحاديث الإثم والضلال عليهم.. أما نحن فسندعو الزبانية الذين يأخذون بناصيته إلى جهنم.. فهل من أصحابه من يخفّ له، ويسعى إلى تخليصه من يد الزبانية ؟ هيهات هيهات.. لقد علقت أيديهم به، ولن يفلت حتى يلقى به فى جهنم، مع جماعة السوء الذين انضوى إليهم، واعتزّ بهم..
وقوله تعالى :« كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ »..
هو رد على قوله تعالى :« أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى » أي لا تسمع لنهى هذا الغوى، ولا تخش بأسه.. إنه مأخوذ بناصيته إلى جهنم بيد