ج ١٦، ص : ١٧١٣
يقول الإمام « الطبرسي » فى تفسيره [مجمع البيان فى تفسير القرآن ] :
« قيل إنما قال « أحد » ولم يقل « واحد » لأن الواحد يدخل فى الحساب، ويضمّ إليه آخر.. وأما الأحد فهو الذي لا يتجزأ، ولا ينقسم فى ذاته، ولا فى معنى صفاته، ويجوز أن يجعل للواحد ثان، ولا يجوز أن يجعل للأحد ثان..
لأن الأحد يستوعب جنسه، بخلاف الواحد.. ألا ترى أنك لو قلت فلان لا يقاومه واحد، جاز أن يقاومه اثنان، وإذا قلت : لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه اثنان، ولا أكثر.. فهو أبلغ.. »
ويقول الطبرسي :
قال الإمام الباقر :« اللّه » : معناه المعبود الذي أله الخلق عن إدراك ماهيته، والإحاطة بكيفيته، وتقول العرب : أله الرجل إذا تحيّر فى الشيء فلم يحط به علما، ودله، إذا فزع.. » فمعنى قوله « اللّه أحد » أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه، والإحاطة بكيفيته.. وهو فرد بألوهيته، متعال عن صفات خلقه..
وقوله تعالى :« اللَّهُ الصَّمَدُ »..
اختلف فى معنى الصمد، وكل ما قيل فى معناه يرجع إلى تمجيد اللّه سبحانه وتعظيمه، وتفرده بالخلق والأمر..
وفى تعريف طرفى الجملة، إفادة لمعنى الحصر، أي حصر الصمدية فى اللّه سبحانه وتعالى وحده..
قيل إن أهل البصرة، كتبوا إلى الإمام الحسين، رضى اللّه عنه يسألون عن معنى « الصمد »، فكتب إليهم بقول :